(٢) عبَّر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذه الطبقة الأولى في موضعٍ آخر بقوله -في "قاعدة شريفة في تفسير قوله ﴿أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا﴾ " (١/ ١٢٨ - جامع المسائل) -: "وإنّما القسم الأول من شرب قلبهُ معناه [أي: القرآن]، فأثّر في قلبه كما أثّر الماء في الأرض التي شربته، فحصل له من ذوق طعم الإيمان، ووجد [مِنْ] حلاوته ومحبة الله وخشيته والتوكّل عليه والإخلاص له، وغير ذلك من حقائق الإيمان الذي يقتضيها الكلام (كذا)، فهؤلاء كالطائفة التي قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، ولابُدّ أن يظهر ذلك على جوارحهم كما يظهر الكلأ والعشب". ثمّ بيّن مدلول لفظ "الفقه" و"الفقيه" في عرف السلف. وانظر: "درء التعارض" (٧/ ٢٥٦).