للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهاتان الطائفتان هما أسعد الخلق بما بعث الله تعالى به رسوله ، وهم الذين قبلوه ورفعوا به رأسًا (١).

وأما الطائفة الثالثة: وهم أشقى الخلق، الذين لم يقبلوا هدى الله ولم يرفعوا به رأسًا، فلا حِفْظَ، ولا فَهْمَ، ولا رواية، ولا دراية، ولا رعاية.

فالطبقة الأولى: أهل رواية ورعاية ودراية.

والطبقة الثانية: أهل رواية ورعاية، ولهم نصيب من الدراية، بل حظهم من الرواية أوفر.

والطبقة الثالثة: الأشقياء، لا رواية، ولا دراية، ولا رعاية. ﴿إِنْ


(١) عبّر شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الطبقة (الطائفة) الثانية بقوله - (١/ ١٢٧ - جامع المسائل) -:
"وهذه حال من يحفظ العلم ويؤدّيه إلى من ينتفع به،. . . .
وبعضُ الناس قال: إن الأول مثل الفقهاء، والثاني مثل المُحَدِّثين.
والتحقيقُ أنّ الذين سمّاهم فقهاء، إذا كان مقصودهم إنما هو فهم الحديث وحفظ معناه وبيان ما يدلّ عليه، بخلاف المحدّث الذي يحفظ حروفه فقط = فالنوعان مثل الممسك الحافظ المؤدّي لغيره حتى ينتفع به، لكنّ الأوّل فهم من مقصود الرسول ما لم يفهمه الثاني.
وكذلك القرآن، إذا كان هذا يحفظ حروفه، وهذا يفهم تفسيره، وكلاهما قد وعاه وحفظه وأدّاه إلى غيره = فهما من القسم الثاني".
ثمّ بيّن من هو القسم الأوّل (الطائفة الأولى)، وقد سبق نقلُه.

<<  <  ج: ص:  >  >>