للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقصود: أن الله ﷿ لا يصعد إليه من الأعمال والأقوال والأرواح إلا ما كان منها نورًا، وأعظمُ الخلق نورًا أقربهم إليه، وأكرمُهم عليه.

وفي "المسند" من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي : "إنَّ الله تعالى خَلَقَ خَلْقَه في ظُلْمَةٍ، وَألْقى عليهم مِنْ نُورِه، فمن أصابَ من ذلك النُّورِ اهْتدَى، ومن أخْطَأه ضَلّ"؛ فلذلك أقول: جَفَّ القلمُ على عِلْمِ الله تعالى (١).

وهذا الحديث العظيم أصل من أصول الإيمان، وينفتح به باب


= وقال أبو موسى الأصبهاني -فيما نقله عنه المصنِّف في "تهذيب السنن" (١٣/ ٦٥) -: "هذا حديث حسنٌ مشهور بالمنهال".
وسبق ذكر عبارة ابن منده.
وانتصر لتصحيحه شيخ الإسلام في "الفتاوى"، والمصنِّف في كتبه: "الروح" (٢١٩ - ٢٢١)، و"اجتماع الجيوش الإسلامية" (١١٢)، و"تهذيب سنن أبي داود" (٩/ ٢٣)، (١٣/ ٦٣ - ٦٩).
وقال الذهبيُّ في "العلو" (١١٧): "إسناده صالح"، وتقدّمت له عبارة أخرى.
(١) "المسند" (٢/ ٦٢٤ - ٦٢٥).
وأخرجه -أيضًا- الترمذيُّ (٢٦٤٢)، والحاكم (١/ ٣٠ - ٣١) وغيرهما.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن"، وصحّحه ابن حبان (٦١٦٩)، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، قد تداولتْه الأئمة، وقد احتجّا بجميع رُواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علّة". ولم يتعقبه الذهبي.
وقولُه: "فلذلك أقول: جفّ القلم. . ." هذا من قول عبد الله بن عمرو ، راوي الحديث، كما هو مبيَّن في المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>