للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: (وقدر الإجزاء الانحناء بحيث يمكنه مس ركبتيه).

أما كون قدر الإجزاء الانحناء المذكور؛ فلأنه لا يسمى راكعاً بدون ذلك.

والمراد بمس ركبتيه مس يديه ركبتيه. ويجب بحيث يمكنه مسهما براحتيه ولا يكتفي برؤوس أصابعه.

قال صاحب النهاية فيها في: فصلٌ في الركوع: وله صنفان واجب ومستحب فالواجب الانحناء إلى أن يبلغ راحتاه إلى ركبتيه. فإذا فعل ذلك واطمأن أجزأ وإن لم يضعهما على ركبتيه. وفي حديث المسيء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك» (١).

قال: (ويقول: سبحان ربي العظيم ثلاثاً. وهو أدنى الكمال).

أما كون المصلي يقول سبحان ربي العظيم؛ فلما روى عقبة بن عامر: «لما نزلت: {فسبح باسم ربك العظيم} [الواقعة: ٧٤] قال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم» (٢) رواه الإمام أحمد.

و«لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم» (٣) رواه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح.

وأما كون ذلك ثلاثاً وأنه أدنى الكمال؛ فلما روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم. وذلك أدناه» (٤). أخرجه أبو داود.


(١) سبق تخريج حديث المسي في صلاته ص: ٢٦٥.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه (٨٦٩) ١: ٢٣٠ كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده.
وأخرجه ابن ماجة في سننه (٨٨٧) ١: ٢٨٧ كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب التسبيح في الركوع والسجود.
وأخرجه أحمد في مسنده (١٧٤٥٠) ٤: ١٥٥.
(٣) أخرجه الترمذي في جامعه (٢٦٢) ٢: ٤٨ أبواب الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه. (٨٨٦) ١: ٢٣٤ كتاب الصلاة، باب مقدار الركوع والسجود.
وأخرجه الترمذي في جامعه (٢٦١) ٢: ٤٦ أبواب الصلاة، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود.
وأخرجه ابن ماجة في سننه (٨٩٠) ١: ٢٨٧ كتاب إقامة الصلاة، باب التسبيح في الركوع والسجود.
قال أبو داود: هذا مرسل. عون لم يدرك عبد الله. وقال الترمذي: حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل. عون لم يلق ابن مسعود والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات.

<<  <  ج: ص:  >  >>