الشَّافِعِيَّةِ، قَالَ الْحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ: سَمِعْتُ أبا النواس هبة الله بن سعد الطبري بِآمُلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي لِأُمِّي الْإِمَامَ أَبَا الْمَحَاسِنِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الرُّويَانِيَّ يَقُولُ: الشُّهْرَةُ آفَةٌ، وَكُلٌّ يَتَحَرَّاهَا، وَالْخُمُولُ رَاحَةٌ وَكُلٌّ يَتَوَقَّاهَا. وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ الْخُمُولِ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن علي، ثَنَا إبراهيم بن الأشعث، سَمِعْتُ الفضيل يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يُقَالُ لِلْعَبْدِ فِي بَعْضِ مِنَنِهِ [الَّتِي] مَنَّ بِهَا عَلَيْهِ: أَلَمْ أُنْعِمْ عَلَيْكَ؟ أَلَمْ أُعْطِكَ؟ أَلَمْ أُخْمِلْ ذِكْرَكَ؟ أَلَمْ أَلَمْ؟
مَسْأَلَةٌ: حَدِيثُ: " «يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ» " وَحَدِيثُ: «اتَّخِذُوا مَعَ الْفُقَرَاءِ أَيَادِيَ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ دَوْلَتُهُمْ» ، وَحَدِيثُ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنْشِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ:
لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي ... فَلَا طَبِيبَ لَهَا وَلَا رَاقِي
إِلَّا الْحَبِيبُ الَّذِي شُغِفْتُ بِهِ ... فَعِنْدَهُ رُقْيَتِي وَتِرْيَاقِي
فَتَوَاجَدَ حَتَّى سَقَطَتِ الْبُرْدَةُ عَنْ كَتِفَيْهِ» ، مَا حَالُهَا؟
الْجَوَابُ: الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ بِهَذَا اللَّفْظِ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَالْحَدِيثَانِ الْآخَرَانِ بَاطِلَانِ مَوْضُوعَانِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْحَدِيثِ.
مَسْأَلَةٌ: حَدِيثُ: " «خَيْرُكُمْ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ الْخَفِيفُ الْحَاذِ» " هَلْ هُوَ صَحِيحٌ، وَقِيلَ: إِنَّهُ " الْحَالِ " بِاللَّامِ فِي آخِرِهِ، وَقَالَ آخَرُ: إِنَّهُ " الْجَادِ " بِالْجِيمِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَالَ آخَرُ: إِنَّهُ مَنْسُوخٌ بِحَدِيثِ: " «تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا» " فَهَلْ مَا قَالُوهُ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟
الْجَوَابُ: هَذَا الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أبو يعلى فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ بِلَفْظِ: «خَيْرُكُمْ فِي الْمِائَتَيْنِ كُلُّ خَفِيفِ الْحَاذِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ خَفِيفُ الْحَاذِ؟ قَالَ: مَنْ لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا مَالَ» . وَفِي إِسْنَادِهِ داود بن الجراح، قَالَ فِيهِ أحمد: لَا بَأْسَ بِهِ، إِلَّا أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ سفيان بِمَنَاكِيرَ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: رَوَى غَيْرَ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَقَالَ أبو حاتم: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، تَغَيَّرَ حِفْظُهُ، قَالَ الذهبي فِي الْمِيزَانِ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا غَلِطَ فِيهِ ; فَإِنَّ أبا حاتم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute