وَالْجَعْفَرِيَّةِ وَالْعَقِيلِيَّةِ كُلٌّ جَائِزٌ شَرْعًا، وَقَدْ يُسْتَأْنَسُ فِيهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: ٥٩] فَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَا بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى تَخْصِيصِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِلِبَاسٍ يَخْتَصُّونَ بِهِ مِنْ تَطْوِيلِ الْأَكْمَامِ وَإِدَارَةِ الطَّيْلَسَانِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لِيُعْرَفُوا فَيُجَلُّوا تَكْرِيمًا لِلْعِلْمِ، وَهَذَا وَجْهٌ حَسَنٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
التَّاسِعُ: هَلْ يَدْخُلُونَ فِي الْوَصِيَّةِ عَلَى الْأَشْرَافِ؟
وَالْعَاشِرُ: هَلْ يَدْخُلُونَ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْأَشْرَافِ؟ وَالْجَوَابُ: أَنَّهُ إِنْ وُجِدَ فِي كَلَامِ الْمُوصِي وَالْوَاقِفِ نَصٌّ يَقْتَضِي دُخُولَهُمْ أَوْ خُرُوجَهُمُ اتُّبِعَ، وَإِنْ لَمْ يُوجَدْ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى هَذَا وَلَا هَذَا فَقَاعِدَةُ الْفِقْهِ أَنَّ الْوَصَايَا وَالْأَوْقَافَ تُنَزَّلُ عَلَى عُرْفِ الْبَلَدِ، وَعُرْفُ مِصْرَ مِنْ عَهْدِ الْخُلَفَاءِ الْفَاطِمِيِّينَ إِلَى الْآنَ أَنَّ الشَّرِيفَ لَقَبٌ لِكُلِّ حَسَنِيٍّ وَحُسَيْنِيٍّ خَاصَّةً فَلَا يَدْخُلُونَ عَلَى مُقْتَضَى هَذَا الْعُرْفِ، وَإِنَّمَا قَدَّمْتُ دُخُولَهُمْ فِي وَقْفِ بِرْكَةِ الْحَبَشِ ; لِأَنَّ وَاقِفَهَا نَصَّ فِي وَقْفِهِ عَلَى ذَلِكَ حَيْثُ وَقَفَ نِصْفَهَا عَلَى الْأَشْرَافِ، وَنِصْفَهَا عَلَى الطَّالِبِيِّينَ.
[آخِرُ الْعَجَاجَةِ الزَّرْنَبِيَّةِ فِي السُّلَالَةِ الزَّيْنَبِيَّةِ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِنْ كِتَابِ نُزْهَةِ الْمَجَالِسِ لعبد الرحمن الصفوري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَالٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَلْيَلْعَنِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى» .
حِكَايَةٌ: «خَرَجَ عَلِيُّ بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبِيعُ إِزَارَ فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِيَأْكُلُوا بِثَمَنِهِ فَبَاعَهُ بِسِتَّةِ دَرَاهِمَ، فَرَآهُ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ أَعْرَابِيٍّ وَمَعَهُ نَاقَةٌ، فَقَالَ: يَا أبا الحسن اشْتَرِ هَذِهِ النَّاقَةَ، فَقَالَ: مَا مَعِي ثَمَنُهَا، قَالَ: إِلَى أَجَلٍ فَاشْتَرَاهَا بِمِائَةٍ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ مِيكَائِيلُ فِي طَرِيقِهِ فَقَالَ: أَتَبِيعُ هَذِهِ النَّاقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاشْتَرَيْتُهَا بِمِائَةٍ، قَالَ: وَلَكَ مِنَ الرِّبْحِ سِتُّونَ فَبَاعَهَا لَهُ، فَعَرَضَ لَهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: بِعْتَهُ النَّاقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ادْفَعْ إِلَيَّ دَيْنِي فَدَفَعَ لَهُ مِائَةً، وَرَجَعَ بِسِتِّينَ، فَقَالَتْ لَهُ فاطمة: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: تَاجَرْتُ مَعَ اللَّهِ بِسِتَّةٍ فَأَعْطَانِي سِتِّينَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: الْبَائِعُ جِبْرِيلُ، وَالْمُشْتَرِي مِيكَائِيلُ، وَالنَّاقَةُ لفاطمة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute