[كِتَابُ الْأَدَبِ وَالرَّقَائِقِ] [مسائل متفرقة]
مَسْأَلَةٌ: قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ» " هَلِ الْمُرَادُ بِالْكُرَاعِ مَوْضِعٌ مُعَيَّنٌ بِالْمَدِينَةِ؟
الْجَوَابُ: الْأَرْجَحُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْكُرَاعِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كُرَاعُ الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ مَكَانٌ بِالْحَرَّةِ، وَقَعَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ بِلَفْظِ: لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ، وَرَدَّهُ النُّقَّادُ وَقَالُوا: إِنَّهُ تَحْرِيفٌ.
مَسْأَلَةٌ: هَلِ الْأَفْضَلُ قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَوِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَا الْأَفْضَلُ الذِّكْرُ أَوِ الْحَمْدُ؟
الْجَوَابُ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ» " دَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ بِمَنْطُوقِهِ عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنَ الْكَلِمَتَيْنِ أَفْضَلُ نَوْعِهِ، وَدَلَّ بِمَفْهُومِهِ عَلَى أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْحَمْدِ ; فَإِنَّ نَوْعَ الذِّكْرِ أَفْضَلُ مِنْ نَوْعِ الدُّعَاءِ، وَدَلِيلٌ آخَرُ رَوَى ابن شاهين فِي السُّنَّةِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: " «التَّوْحِيدُ ثَمَنُ الْجَنَّةِ، وَالْحَمْدُ ثَمَنُ كُلِّ نِعْمَةٍ» "، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ; لِأَنَّ الْجَنَّةَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ النِّعَمِ الدُّنْيَوِيَّةِ، فَثَمَنُهَا أَفْضَلُ.
مَسْأَلَةٌ: مِنَ التَّكْرُورِ - مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ بِالْمِلْحِ وَالرَّمَادِ» ؟ وَمَا الْعَهْدُ وَالْوَعْدُ فِي حَدِيثِ سَيِّدِ الِاسْتِغْفَارِ؟ وَمَا مَعْنَى: مَنْ قَالَهَا مُوقِنًا؟
الْجَوَابُ: مَعْنَى أَثَرِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ كَانَ يَأْتَدِمُ بِالْمِلْحِ وَيَخْلِطُهُ بِالرَّمَادِ، مُبَالَغَةً فِي التَّضَرُّعِ وَالتَّوَاضُعِ. وَالْعَهْدُ مَا أُخِذَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عَالَمِ الذَّرِّ يَوْمَ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، وَالْوَعْدُ مَا جَاءَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِنَّ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» " وَمَعْنَى مَنْ قَالَهَا مُوقِنًا: مُخْلِصًا مُصَدِّقًا بِثَوَابِهَا.
مَسْأَلَةٌ: حَدِيثُ: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ» ، هَلْ وَرَدَ؟ وَمَنْ خَرَّجَهُ؟ وَهَلْ هُوَ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟
الْجَوَابُ: هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَرَدَ مِنْ رِوَايَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute