للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو نعيم عَنْ أَنَسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِرَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ» .

وَأَخْرَجَ أبو نعيم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ صُدِعَ فَيُغَلِّفُ رَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ» .

وَأَخْرَجَ أبو نعيم عَنْ عبد الرحمن بن عثمان «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ تَحْتَ كَتِفِهِ الْيُسْرَى مِنَ الشَّاةِ الَّتِي أَكَلَ يَوْمَ خَيْبَرَ» .

وَأَخْرَجَ أبو نعيم عَنْ علي قَالَ: «لَدَغَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَبٌ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَ: لَعَنَكِ اللَّهُ لَا تَدَعِينَ نَبِيًّا وَلَا غَيْرَهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ وَمِلْحٍ فَجَعَلَ يَمْرُسُهَا عَلَيْهَا» .

[أَعْذَبُ الْمَنَاهِلِ فِي حَدِيثِ مَنْ قَالَ أَنَا عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ]

٤٦ - أَعْذَبُ الْمَنَاهِلِ

فِي حَدِيثِ مَنْ قَالَ أَنَا عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، سُئِلْتُ عَنْ حَدِيثِ «مَنْ قَالَ: أَنَا عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ» .

الْجَوَابُ: هَذَا إِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ كَلَامِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ عَلَى ضَعْفٍ فِي إِسْنَادِهِ إِلَيْهِ، ويحيى مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ فَإِنَّهُ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَحْدَهُ، وَقَدْ يُعَدُّ فِي أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ لَمْ يَلْقَ غَيْرَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَلَا يُعْرَفُ لَهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ رِوَايَةٌ مُتَّصِلَةٌ، وَقَدْ وَهِمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ وُجِدَ عَنْهُ الْجَزْمُ بِذَلِكَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ، وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ حَكَمَ عَلَيْهِ الْحُفَّاظُ بِالْوَهْمِ فِي رَفْعِهِ، فَإِنَّ لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ، قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ يحيى بن سعيد أَسْوَأَ رَأْيًا فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي ليث لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعَهُ فِيهِ، وَقَالَ فِيهِ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ فِيهِ ابْنُ مَعِينٍ: ليث أَضْعَفُ مِنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ جريرا عَنْ ليث، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعَنْ يزيد بن أبي زياد فَقَالَ: كَانَ يزيد أَحْسَنَهُمُ اسْتِقَامَةً فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ عطاء، وَكَانَ ليث أَكْثَرَهُمْ تَخْلِيطًا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا فَقَالَ: أَقُولُ كَمَا قَالَ جرير، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ أَنَّهُ كَانَ لَا يُحَدِّثُ عَنْ لَيْثِ

<<  <  ج: ص:  >  >>