قال ابن حيان: وكان أبو غال هذا مقدما في علم اللسان أجمعه مسلمة له اللغة، شارعا مع ذلك في أفانيين من المعرفة، وله كتاب جامع في اللغة سماه تلقيح العين. جم الإفادة. وكان بقية مشيخة أهل اللغة الضابطين لحروفها، الحازقين لمقاييسها، وكان ثقة صدوقا عفيفا. وتوفي: بالمرية في إحدى الجمادين من سنة ستٍ وثلاثين وأربع مائة.
تمام بن عفيف بن تمام الصدفي الواعظ الزاهد: من أهل طليطلة: يكنى: أبا محمد.
أخذ عن عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون. وشهر بالزهد والورع والصلاح والعفاف. وكان يعظ الناس ويحضهم على الخير ويندبهم إليه، ويدلهم عليه. وكان متقللاً في الدنيا راضيا في قوته باليسير.
وكان يلبس الصوف ويجتهد في أفعال البر كلها، ويعلم الناس أمر دينهم وما يلزمهم ويخوفهم ويجتهد في نصحهم. وكان يقول إذا سئل عن من لا يحسن العربية: إذا أعربتم أعمالكم، ما ضركم كلامكم.
توفي رحمه الله: في ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.
ومن الغرباء في هذا الباب
تمام بن الحارث بن أسد بن عفير البصري، يكنى: أبا سهل.
قدم بالأندلس مع ابنه سهل تاجرين سنة عشرين وأربع مائة. له رواية عن شيوخ البصرة وغيرهم. وكان ثقة فاضلا على مذهب أبي حنيفة. ذكره أبو محمد ابن خزرج. لقيه بإشبيلية وروى عنه وقال: أخبرنا أن مولده سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.