مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار القيسي المقرئ؛ يكنى: أبا محمد وأصله من القيروان. سكن قرطبة.
سمع: بمكة من أبي الحسن أحمد بن فراس العبقسي، وأبي الطاهر بن محمد بن محمد من جبريل العجيفي، وأبي القاسم السقطي، وأبي الحسن بن زريق البغدادي، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم المروزي، وأبي العباس السوي. وسمع بمصر: من أبي الطيب ابن غلبون وقرأ عليه القرآن وعلى ابنه طاهر. وسمع بالقيروان من أبي محمد بن أبي زيد الفقيه وأبي الحسن القابسي وغيرهما.
قال صاحبه أبو عمر أحمد بن محمد بن مهدي المقرئ: كان نفعه الله من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسنا لذلك، مجودا للقراءات السبع، عالما بمعانيها. ولد لتسع بقين من شعبان سنة خمس وخمسين وثلاث مائة. عند طلوع الشمس أو قبل طلوعها بقليل، وكان مولده بالقيروان. ثم أخبرني أنه سافر إلى مصر وهو من ثلاث عشرة سنة في سنة ثمان وستين وثلاث مائة. واختلف بمصر إلى المؤدبين في الحساب، ثم رجع إلى القيروان وكان إكماله لاستظهار القرآن بعد خروجه من الحساب وغيره من الآداب في سنة أربع وسبعين وثلاث مائة. وأكمل القراءات على غير أبي الطيب سنة ست وسبعين ثم نهض إلى مصر ثانية بعد إكماله القراءات بالقيروان في سنة سبع وسبعين وثلاث مائة.