وحدث عنه جماعة من العلماء منهم: أبو مروان الطبني. وأبو عبد الرحمن العقيلي وأبو عمر بن مهدي وقال: كان من أهل الخير والتواضع، والأحوال الصالحة، وأخذ عنه أيضا أبو عبد الله بن عتاب الفقيه، وابنه أبو محمد، وأبو عبد الله محمد بن فرج وغيرهم.
أخبرنا أبو محمد بن عتاب، أنا محمد بن عائد أذناً منه، نا أبو محمد الأصيلي، نا أبو علي الصواف، ببغداد، نا أبو الحسن علي بن القاسم قال: سمعت حجاجا يقول: سمعت عمرا الناقد يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: مذاكرة الحديث من طيبات الرزق.
قال ابن حيان: وفي سنة تسع وثلاثين وأربع مائة. توفي الفقيه الراوية، بقية المحدثين بقرطبة أبو عبد الله بن عابد هلك في آخر جمادى الأولى منها عن سن عالية فدفن بالمقبرة على باب داره بالربض الشرقي وشهده جمع الناس، وصلى عليه أبو علي ابن ذكوان. وكان آخر من بقي بقرطبة ممن يحمل عن الشيخ أبي محمد الأصيلي. وكانت له رحلة إلى المشرق مع الثمانين والثلاث مائة. لقي فيها الشيخ أبا محمد بن زيد فقيه المالكين بالقيروان. ولقي بمصر جماعة من شيوخها فاتسع في الرواية، وقضى الفريضة وكان عارفا بأخبار أهل بلده، واعيا لآثار أهله، حسن الإيراد، سهل الخلق، جميل للقاء، باشا بالصديق، حسن المودة لإخوانه كريم العشرة، وكانت سنه بضعا وثمانين سنة، ومولده سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة.
محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن أحمد بن مروان بن سليمان بن عثمان بن مروان بن أبان بن عثمان بن عفان القرشي العثماني اللغوي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم. ويعرف: بابن شق حبه. روى بها عن أبي عمر بن أبي الحباب، وأبي عمر بن الجسور، وابن العطار وغيرهم.
وكان عالماً بالأدب واللغة، وسكن طليطلة وأخذ الناس عنه بها. وسمع منه القاضي أبو الأصبغ بن سهل في صفر سنة تسع وثلاثين وأربع مائة. وتوفي ليلة الخميس لتسع بقين لجمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة.