وكان مولده في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، وتوفي بالبيرة وطنه سنة تسع وتسعين وثلاث مائة.
وقول ابن الحداد في وفاة ابن أبي زمنين أصح لكثرة من قال به. وما ذكره أبو عمرو من ذلك وهمٌ والله أعلم. وقال ابن عتاب توفي في ربيعٍ الآخر سنة تسع وتسعين وثلاث مائة.
وذكره أبو عبد الله الخولاني وقال: كان رجلا، صالحا، زاهدا من أهل العلم، نافذا في المسائل، قائما بها له مختصر في المدونة: المقرب بسط مسائله وقربها، متقشفا واعظا، وله أشعارٌ حسان في الزهد، والحكم، وتواليف حسان منها حياة القلوب، وأنس المريد وشبه ذلك نفعه الله بها، وكان مع علمه وزهده من أهل السنة متبعا لها.
قال الحميدي: ولأبي زمنين من قوله رحمه الله:
الموت من كل حين ينشر الكفنا ... ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها ... وإن توشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران ما فعلوا ... أين الذين همو كانوا لنا سكنا
سقاهم الدهر كأسا غير صافية ... فصيرتهم لأطباق الثرى وهنا
محمد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد الأموي، المعروف: بابن العطار. من أهل قرطبة، الفقيه المستبحر؛ يكنى: أبا عبد الله.
روى عن أبي عيسى الليثي، وأبي بكر بن القوطية، وأبي عبد الله بن الخراز، وأبي عثمان سعيد بن أحمد ابن عبد ربه.
ورحل إلى المشرق وحج في سنة ثلاث مائة، ولقي هنالك جماعة من العلماء فأخذ عنهم، وذاكرهم، ولقي أبا محمد بن أبي زيد بالقيروان فناظره. وأخذ عن محمد بن