وليد بن سعيد بن وهب الحضرمي الجباب: إشبيلي؛ يكنى: أبا العباس، يعرف: بابن وهيب. غلب على جده وهب في ألسنة الناس وهيب فبذلك كان يعرف. وكان من أهل الصلاح والخير والانقباض والثقة متكررا على الشيوخ ببلده. وتوجه إلى المشرق وحج سنة سبع وأربع مائة. وأخذ عن ابن جهضم والقابسي، وابن النحاس وغيرهم. وتوفي سنة تسع عشرة وأربع مائة. وهو ابن خمسٍ وخمسين سنة. ذكره ابن خزرج.
وليد بن عبد الله بن عباس الأصبحي، يعرف: بابن العربي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي الربيع سليمان بن الغماز مائة. وغيره. وتولى الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة بعد أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرئ. وكان حسن الخطابة جم الإصابة، بليغ الموعظة مع حسن شارته وصباحة وجهه، وفصاحة لسانه، وطيب صوته وعذوبة لفظه، وكان قد تولى قبل ذلك الصلاة والخطبة بجامع طليطلة، وروى عنه أهلها وأخذ عنه أبو الحسن الإلبيري المقرئ وغيره. وقال لي شيخنا أبو محمد بن عتاب: اختلفت إليه أياما بقرطبة وقرأت عليه القرآن وقال لي: ما سمعت قط أحسن صوتا منه. وعاد إلى وطنه قرطبة وتوفي بها يوم الأربعاء لثمانية عشر يوما خلت من شهر رمضان سنة تسع وأربعين وأربع مائة عن سن عالية لتسعين أو قريبا منها. وكان قد تعطل قبل وفاته بمدة طويلة أقعدته عن التصرف وحضور المسجد الجامع رحمه الله. ذكره ابن حيان.