حتى يجتمع عنده منها كثير، ثم يمر بها إلى النهر ويلقيها به. وكان مولده يوم عرفة سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة.
[محمد بن يوسف بن أحمد التاجر: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.]
له رحلة إلى المشرق لقي فيها أبا بكر الأبهري وأخذ عنه الشرحين لمختصر ابن عبد الحكم من تأليفه. حدث عنه أبو بكر جماهر بن عبد الرحمن الحجري.
محمد بن سعيد بن محمد بن عمر بن سعيد بن نبات الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.
روى عن أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي زكرياء بن عائذ، وأبي عيسى الليثي، وأبي عبد الله بن الخراز القروي، وعباس بن أصبغ، وأبي محمد الباجي، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم الثغري، وخلف بن قاسم، وأبي الحسن الأنطاكي وغيرهم. وكتب إليه من أهل المشرق أبو القاسم الجوهري صاحب المسند، وأبو الحسن القابسي وغيرهما.
وكان معتنيا بالآثار، جامعا للسنن، ثقة في روايته، ضابطا لكتبه. وكان شيخا فاضلا، صالحا دينا ورعا منقبضا عن الناس، مقبلا على ما يعنيه. وذكره أبو عمر ابن مهدي المقرئ في كتاب رجاله الذين لقيهم فقال: كان رجلا صالحا مسنا، كثير الرواية ثقة لما نقله؛ ضابطا له، يؤدب بالقرآن. وكانت عنايته بنقل العلم عظيمة. ونسخ أكثر روايته بخطه.
وذكره الخولاني وقال: كان شيخا فاضلا، صالحا من أهل العناية بالعلم حافظا للحديث مع الفهم، قديم الطلب، متكررا على الشيوخ وسمع منهم وكتب عنهم محتسبا متسننا مجانبا لأهل البدع والأهواء. سيفا مجردا عليهم كتب بخطه علما كثيرا ما علمت أحدا ممن أدركنا بلغ مبلغه في فنون العلم وضروبه.