وأزمانهم، وثقاتهم وضعفائهم، وله معرفة بعلماء الأندلس، وملوكها وسيرهم، وأخبارهم. وكان بارا بمن قصده، مشاركا لمن عرفه. أخذ الناس عنه كثيرا. وقرأت عليه وسمعت، وأجاز لي بخطه.
أنشدنا أبو الحسن غير مرة، عن جده يونس بن عبد الله قال: كان أبو زكرياء ابن عائذ ينشدنا في أواخر مجالس السماع:
مجالس أصحاب الحديث حدائقٌ ... تنزه فيها أعينٌ وقلوب
كان مولده رحمه الله في رجب سنة سبع وأربعين وأربع مائة، وتوفي رحمه الله ليلة الأحد ودفن عشى يوم الأحد الثامن من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ودفن بمقبرة ابن عباس وشهده جمع عظيم وصلى عليه ابنه أبو الوليد.
[من اسنه يعيش]
[يعيش بن محمد بن فتحون: من أهل الثغر؛ يكنى: أبا محمد.]
له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي الطاهر العجيفي، وأبي القاسم الجوهري، وابن عبدان وغيرهم. حدث عنه محمد بن عبد السلام الحافظ.
[يعيش بن محمد بن يعيش السدي: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا بكر.]
روى عن أبيه وغيره، وله رحلة إلى المشرق لقي فيها ابن أبي زيد وغيره. وكانت له عناية كبيرة بالعلم. وكان حافظا للفقه، ذاكرا للمسائل. وتولى الأحكام ببلده، ثم صار إليه تدبير الرياسة به. ونفع الله به أهل موضعه، ثم خلع عن ذلك وصار