روى عن أبي بكر صاحب الأحباس، والدلاي وغيرهما. وكان من أهل المعرفة والذكاء ثاقب الذهن، رفيع القدر واستقضى بجيان وتوفي سنة خمس وثمانين وأربع مائة. مصروفا عن القضاء.
محمد بن خلف بن مسعود بن شعيب، يعرف: بابن السقاط: من أهل قرطبة وقاضيها؛ يكنى: أبا عبد الله.
رحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي ذر الهروي صحيح البخاري سنة خمس عشرة وأربع مائة. وأجاز له، ولقي أبا بكر بن عقال وأخذ عنه كتاب الجوزقي عن مؤلفه وأبا بكر المطوعي، ومحمد بن خميس المجاور الأندلسي وغيرهم. وكتب هناك صحيح البخاري وغيره. وصنع الحبر من ماء زمزم. وكان حسن الخط، سريع الكتاب ثقة فيما رواه وعني به. وروى بالأندلس عن أبي القاسم خلف بن أبي سرور السرتي، والمنذر بن المنذر، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي عمرو المقرئ. وأخذ عن أبي الحسن بن بطال كتابه في شرح البخاري، واستقضى بقرطبة، وكان محببا إلى أهل بلده، وامتحن في آخر عمره، وذهبت كتبه وماله وتوفي في سنة خمسٍ وثمانين وأربع مائة. أو نحوها بدانية. ومولده سنة خمس وتسعين وثلاث مائة.
محمد بن عبد الله بن موسى بن سهل الجهني من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله، ويعرف: بالبياسي.
روى عن أبي عبد الله بن عابد، وأبي القاسم حاتم بن محمد وأكثر عنه وكان جاره، وعن أبي عبد الله بن عتاب، وأبي عمر بن الحذاء: وكان مجتهدا في طلب العلم وسماعه من الشيوخ. سمع منهم كثيرا وقرأ عليهم وصحبهم. وتوفي سنة سبع وثمانين وأربع مائة. أخبرني بوفاته ابنه الحاكم أبو القاسم.