صفر ومولده سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. قال أبو بكر عبد الباقي بن بريال الحجاري: وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة.
وكان رحمه الله إماما مختارا ولم يكن مقلدا. وكان عاملا بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم متبعا للآثار الصحاح، متمسكا بها لا يرى الأخذ إلا على شيء من العلم والدين وثيقة، والتزام الصلاة بمسجد وغير ذلك. وكان يقول بالعلة المنصوص عليها والمعقولة، ولا يقول بالمستنبطة ومضى عليه دهر يقول بدليل الخطاب، ثم ظهر إليه فساد القول فيه فنبذه واطرحه. وتوفي في بلده بعد مطالبة جرت عليه من جهة القضاة بها رحمه الله.
[قاسم بن محمد بن سيد قومه: من أهل بجانة؛ يكنى: أبا محمد.]
رحل وحج ولقي أصحاب ابن مجاهد، وأقرأ بجامع المرية. وتوفي: سنة سبعٍ وخمسين وأربع مائة وله ست وثمانين سنة. ذكره ابن مدير.
[قاسم بن محمد بن سليمان بن هلال القيسي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا محمد.]
روى عن عبدوس بن محمد، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون، وأبي محمد بن عباس، وأبي الحسن التبريزي، وأبي عمر الطلمنكي، ويونس بن عبد الله القاضي، ومحمد بن نبات، وسعيد بن نصر، وابن الفرضي، وابن العطار، وابن الهندي، وجماعة كثيرة سواهم من أهل الأندلس. ورحل إلى المشرق وحج وأخذ عن أبي الحسن ابن جهضم، وأبي ذر وغيرهما.
وعني بالعلم وجمعه والاجتهاد فيه مع صلاح الحال، والفضل المتقدم، والانقباض والتحفظ من الناس، ولزوم المساجد، وكثرة الصلاة. وقد كان نسخ جل كتبه بخطه. وكان كثير الكتب في الفقه والآثار حسن الضبط لها، ثقة في روايته، وكانت له حلقة في الجامع يعظ فيها الناس، وكان لا يذكر عنده من أمر الدنيا شيء. وذكر عنه