فنفع الله به أهله لصرامته وشدته، ونفوذ أحكامه. وكان له في الظالمين سورة مرهوبة. ثم صرف عن القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه.
قرأت عليه وسمعت بإشبيلية وقرطبة كثيرا من روايته وتواليفه. وسألته عن مولده فقال لي: ولدت ليلة الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ثمانٍ وستين وأربع مائة. وتوفي رحمه الله بالعدوة ودفن بمدينة فاس في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة.
محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن مسعود، يعرف: بابن الوراق. صاحب الصلاة بجامع قرطبة؛ يكنى: أبا الحسن.
روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج قديما وأخذ عن جماعة شيوخنا. وكان دينا فاضلا معتنيا بالعلم والآثار، جامعا لها، حسن النقل لجميعها، جميل الخط والوراقة، ثقة ثبتا، طويل الصلاة كثير الذكر لله تعالى. وتوفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة. ودفن بالربض.
محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري: من أهل غرناطة؛ يكنى: أبا عبد الله صاحبنا.
أخذ عن جماعة عمرو شيوخنا، وكان من أهل العناية الكاملة بتقييد العلم والآثار والسنن، والأخبار جامعا لها، متفننا لما كتبه منها. وكان ثقة ثبتا، عالما بالحديث والرجال. وتوفي رحمه الله ببلده سنة أربع وأربعين وخمس مائة.
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مسلمة: من أهل قرطبة وعين من أعيانها؛ يكنى: أبا بكر.
روى عن أبي علي الغساني كثيرا وعن أبي الحسن العبسي. وأجاز له أبو عبد الله