محمد بن عمر بن الحسن الفارسي؛ يعرف بابن أبي حفصٍ من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عبد.
كان: من أهل القرآن، ومن أهل العناية الصحيحة بطلب الفقه والعربية والطب والآداب وممن يقول الشعر ومن أحفظ الناس للخبر، وله رواية بالأندلس والمشرق. وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وأربع مائة. ومولده بإشبيلية في رجب سنة خمس وسبعين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج.
محمد بن موسى بن فتح الأنصاري، المعروف: بابن الغراب. من أهل بطليوس؛ يكنى: أبا بكر.
سمع بقرطبة من أبي محمد الأصيلي، وعبد الوارث بن سفيان، وخلف بن القاسم وأبي نصر النحوي، ومسلمة بن بتري وغيرهم. وكان عالما بالآثار والأخبار، متفننا في سائر العلوم من اللغات والأشعار، وكان مع ذلك حسن الدين ثقة في جميع أحواله، وكان على مذاهب أهل التفرد والعزلة عن الدنيا فكان ربما عوتب في ذلك عتاب تخويفه من السلطان فمن دونه فيقول مقال أهل التوكل على الله.
وأخبرنا غير واحد عن أبي علي الغساني، قال: أنا أبو بكر بن الغراب، قال: أنا عيسى بن سعيد، قال: أنشدنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد للخاقاني:
علم العلم من أتاك واغتنم ... ما حييت منه الدعاء
وليكن عندك الغنى إذا ما ... طلب العلم والفقير سواء
وتوفي رحمه الله ببطيوس لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ستين وأربع مائة.
[محمد بن الوليد القيطشاي الأديب من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.]
كان معلم العربية بقرطبة، وكان لها ذاكراً، مقدماً في معرفتها. وذكر شيخنا