أخذ عن أبي عمر بن الحباب، وابن سيد وغيرهما. وكان بصيرا بلسان العرب، حافظا للغة، قيماً بالأشعار الجاهلية، عارفاً بالفروض، وأوزان الشعر وعلله، جيد الخط، حسن النقل ضابطا لما يكتبه مخلصا لما ينقله، يقرأ الناس عليه، ويقتبسون منه، ويحسن القيام بما يحمله من أصول علم اللسان فهما ورواية، وكان عظيم اللحية جدا.
حدث عنه أبو مروان بن سراج، وأبو مروان الطبني، وقال: كان بقية أهل العلم والشعر الجاهلي، وبالغريب وأهله، وأشد الناس تصاونا وانقباضا رحمه الله.
قال ابن حيان، وتوفي في صدر ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة. وكانت سنه تسعا وسبعين سنة رحمه الله.
[يونس بن محمد: من أهل قرطبة. سكن طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد.]
لقيه حاتم بن محمد بطليطلة وقال: ناولني كتاب العزلة للخطابي عن أبي محمد جعفر ابن محمد بن علي المروزي، عن الخطابي وغير ذلك.
يونس بن أحمد بن يونس الأزدي، يعرف: بابن شوقه. من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي محمد قاسم بن هلال، وجماهر بن عبد الرحمن، وأبي عمر بن عبد البر، ومحمد بن عبد السلام الحافظ، وأبي عمر بن سميق القاضي وغيرهم. وكان خيرا فاضلا. كان الأغلب عليه من الحديث ما فيه الزهد والرقائق، وله بصرٌ بالمسائل وتصرفٌ في الحديث. وكان بارا بإخوانه، جميل المعاشرة لهم، أحسن الناس خلقا، وأكثرهم بشاشة، لا يخرج من منزله إلا لأمر موكد، توفي بمجريط في ربيع الأول سنة أربع وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.