عبد البر ولم يأخذ عنه شيئا. ورحل إلى المشرق سنة تسعٍ وستين وأربع مائة. فحج ولقي أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري نزيل مكة فسمع منه صحيح مسلم وأجاز له وأبا عبد الله محمد بن أحمد النحوي، ولقي بمصر أبا الفضل عبد الله بن حسين الجوهري، ولقي بالمهدية أبا عبد الله محمد بن معاذ التميمي وأخذ عنه صحيح البخاري عن أبي ذر وغيره.
وكان حافظا للحديث، وطرقه، وعلله. عارفا بأسماء رجاله ونقلته، منسوبا إلى فهمه، ذاكرا لمتونه ومعانيه. وقرأت بخط بعض أصحابنا أنه سمع أبا بكر بن عطية يذكر أنه كرر صحيح البخاري سبع مائة مرة. وكان أديبا، شاعرا، لغويا، دينا، فاضلا أخذ الناس عنه كثيرا، وكتب إلينا بإجازة ما رواه بخطه. وكف بصره في آخر عمره.
وتوفي رحمه الله بغرناطة لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمس مائة. ومولده سنة إحدى وأربعين وأربع مائة.
أفراد
غانم بن وليد بن محمد بن عبد الرحمن المخزومي: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا محمد.
ذكره الحميدي وقال: فقيه مدرس، وأستاذ في الآداب وفنونها، مجود مع فضل وحسن طريقة، روى عن أبي عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون، وعن أبي عبد الله ابن السراج.
ذكره لي أبو الحسن علي بن أحمد العائذي وقال: أنه قرأ عليه، وأفرط في وصفه بالعلم والدين، وأنشدني عنه قال: أنشدني لنفسه: