[محمد بن أحمد بن مبارك؛ يعرف: بالقطان من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.]
سمع: من أبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي صغيرا، وسمع من جماعة كثيرة من شيوخنا. ورحل إلى إشبيلية، وسمع من أبي عبد الله أحمد بن الخولاني الموطأ.
وسمع بالمرية من أبي الحسن بن شفيع وغيره، وكان مختصا بالقراءة على الشيوخ لمعرفته ونباهته وحسن قراءته. وكان فاضلا دينا متواضعا، حسن الخط. عني بالحديث وروايته، وشهر به. وكان بارا؛ بأصحابه وإخوانه. وكان شيوخنا يعظمونه ويكرمونه. وتوفي رحمه الله سنة خمس عشرة وخمسمائة. ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه أبوه.
محمد بن عبد العزيز بن أبي الخير بن علي الأنصاري: من أهل سرقسطة. سكن قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.
روى ببلده عن القاضي أبي الوليد الباجي واختص به، وعن القاضي أبي محمد ابن فورتش، وعن أبي العباس العذري، ومحمد بن سعدون القروي، وأبي داود المقرئ وعبد الجليل الربعي. وقرأ القراءات على أبي عبد الله المغامي المقرئ وغيره. وكان عارفا بالأصول والفروع وممن عني بالقراءات وجودها وأتقن طرقها. وكان حافظا للقرآن العظيم، حسن الصوت به جميل العشرة، كامل المروة، كثير البر بإخوانه وأصحابه. وقد أخذ عنه أبو علي الغساني الحافظ. ورأيت قراءاته مقيدة عليه في أحد كتبه. حدث عنه أيضا القاضي أبو عبد الله بن الحاج في برنامجه وغيره من كبار شيوخنا، وجلة أصحابنا، وقرأت عليه كثيرا من روايته، وأجاز لي ما رواه بخطه غير مرة. وصحبته إلى أن توفي رحمه الله ضحوة يوم السبت، ودفن ضحوة يوم الأحد الثاني عشر من رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ودفن بمقبرة الربض وصلى عليه أخوه أبو جعفر.