وسمع كل واحد منهم بالأندلس والمشرق وعنوا بالعلم على مذهب الشيوخ والمحدثين بالروايات والسماع. قال ابن حيان وكان فقيها حافظا ورعا خيرا عفيفا، مستورا، مقتديا بالسلف. قدم إلى المشرق بعهد العامرية على يدي القاضي ابن ذكوان سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة. وقلده الخليفة هشام عند الحادثة علي بني ذكوان خطة الرد وهو عليل فجاءته الولاية في اليوم الذي توفي فيه. وكان من كلامه: إذا ذهب الملاء من الناس فلا خير في البقاء بعدهم، ومن كلامه: لا خير في خيرٍ لا يعم. وتوفي ليلة الخميس لعشر بقين من جمادى الأول سنة إحدى وأربع مائة. ودفن إثر صلاة العصر بمقبرة فرانك وصلى عليه أبوه أبو حفص وكان صديقا لآل ذكوان مختصا بالقاضي أبي العباس منهم، فلحقه للحادث عليهم أيضا جزعٌ عظيم اختلط من أجله فاحتجب وأقام ستة أيام عليلا ثم قضى نحبه. وتوفي رحمه الله في التاريخ بعد نعي آل ذكوان بخمس عشرة ليلة، وبعد وفاة الشيخ أبي عمر بن المكوي باثني عشرة ليلة.
يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله التميمي والد القاضي أبي عبد الله بن الحذاء: من أهل قرطبة.
كان شيخاً حكيماً أديبا حلوا وسيما، موقرا في الناس حسن الخلق. وتوفي سنة اثنتين وأربع مائة. في شوال وهو ابن ستٍّ وتسعين سنة، وابنه حينئذ قاضي على بجانة وأعمالها ذكره القبشي.
يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود بن موسى، يعرف: بابن وجه الجنة. من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر.
سمع: من قاسم بن أصبغ، وابن أبي دليم، وأحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن معاوية القرشي. وكان رجلا صالحا أحد العدول عند ابن السليم،