والشعر، نافذا في علم الوثائق وقد جمع فيها كتابا حسنا هو بأيدي الناس، وقد أخذ عنه.
[علي بن أبي القاسم بن عبد الله بن علي المقرئ]
من أهل سرقسطة. سكن طليطلة؛ يكنى: أبا الحسن.
روى بالمشرق عن أبي ذر الهروي، وأبي الحسن بن صخر، وأبي القاسم السقطي وأخذ عن القاضي الماوردي كتابه في تفسير القرآن، وعن عبد الوهاب القاضي، وعن أبي بكر بن عبد الرحمن القيرواني وغيرهم. وكان: رجلا، صالحا، خيرا، فاضلا وأقرأ الناس بطليطلة مدة وأسمع بها، ولم يكن له معرفة بالإسناد والرواة كتب إلى شيخنا أبي محمد بن عتاب بإجازة ما رواه، وأراني خطه بذلك وفيها تسمية بعض روايته وكتبه، فرأيت فيها تخليطا كثيرا وزيادة في الإسناد ونقصا. ولم يكن هذا الشأن بابه وإنما كان الغالب عليه الخير والصلاح وإقراء القرآن. وقدم قرطبة آخر عمره.
وقرأت بخط أبي القاسم بن عتاب. توفي المقرئ أبو الحسن بقرطبة في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة؛ ودفن بمقبرة الربض وكانت جنازته مشهورة. وكان منقبضا منذ دخل قرطبة وأقام فيها سبعة أشهر في الفندق الذي نزل فيه ولم يتعرض للقاء أحد رحمه الله.