[محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة: من أهل قرطبة؛ أبا عامر.]
روى عن أبي الحجاج الأعلم الأديب وقيد عنه كثيرا. وأخذ أيضا عن أبي القاسم بن محمد الطرابلسي، وأبي محمد علي بن أحمد بن حزم الحافظ وغيرهم. وكانت له عناية بالعلم وسماعه وجمعه، ومعرفة بالأدب واللغة ومعاني الشعر، وقد أخذ عنه بعض شيوخنا، وجلة أصحابنا. وكان ذا جلالة ونباهة، وصيانة. وتوفي رحمه الله يوم الثلاثاء السابع عشر من صفر من سنة إحدى عشرة وخمس مائة. وحمل إلى إشبيلية فدفن بها. ومولده سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وأربع مائة. أخبرني بذلك ابنه أبو بكر أكرمه الله.
محمد بن أحمد بن عون بن محمد بن عون المعافري: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.
روى عن أبي عبد الله محمد بن عتاب، وأبي القاسم حاتم بن محمد وأكثر عنهما وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو بكر بن صاحب الأحباس، وأبو العباس العذري وتفقه عند الفقيه أبو جعفر بن رزق. وكان فقيها، فاضلا، ورعا، دينا، عفيفا، متواضعا، متصاونا، منقبضا عن الناس، مواظبا على الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة وكان معتنيا بالعلم، مشهورا بالمعرفة والفهم، كثير الكتب، جامعا لها، باحثا عنها وقد أخذ عنه بعض أصحابنا.
وكان مولده سنة أربعين وأربع مائة. وتوفي رحمه الله في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمس مائة. وصلى عليه ابنه أبو بكر عون بن محمد، وكان أبو بكر هذا نبيها، ذكيا، فاضلا، أخذ معنا عن جماعة من شيوخنا وصحبنا عندهم.