قدم الأندلس سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة. وكان حنفي المذهب، واسع الرواية عن شيوخ العراق الجلية من أهل مذهبه وغيرهم. ذكره ابن خزرج وقال: ذكر لنا في التاريخ أنه قد نيف على السبعين.
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أحمد الكتامي، يعرف: بابن العجوز: من أهل سبتة، ومن جلة فقهائها، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبيه وحجاج بن المأموني وغيرهما، وكان يميل إلى الحجة والنظر. وولي قضاء الجزيرة الخضراء مدة. ثم سلا. وهو فقيه من فقيه أفادني خبره القاضي أبو الفضل ابن عياض وخطه لي بيده وقال: حدثني عن أبيه محمد بن أبيه عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحيم، عن أبي محمد بن زيد، عن أبي بكر بن اللباد: أن محمد بن عبدوس الفقيه صلى الصبح بوضوء العتمة ثلاثين سنة. خمس عشرة من دراسة، وخمس عشرة من عبادة. وتوفي بفاس من بعد سنة عشرة وخمسمائة.
[من اسمه عبد الملك]
عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا مروان.
روى عن قاسم بن أصبغ، وأبي الحزم وهب بن مسرة الحجاري وغيرهما. ذكره أبو عبد الله بن عابد في شيوخه فقال: الوزير العالي القدر، معدن الدراية والرواية أبو مروان عبد الملك بن أحمد بن شهيد. كان أوحد الناس بالتقدم في علم الخبر والتاريخ، واللغة والأشعار، وسائر ما يحاضر به الملوك. مع سعة روايته للحديث والآثار وهو مؤلف كتاب التاريخ الكبير في الأخبار على توالي السنين. بدأ به من عام الجماعة سنة أربعين، وانتهى إلى أخبار زمانه المنتظمة بوفاته رحمه الله. وهو أزيد من مائة سفر.