كانت صحبتي له رحمه الله نحو عشرة أعوام أو فوقها إذا كان مجاورا لنا بنية المغيرة ولما استقرب المنصور رحمه الله لقاءه أمر بإسكانه في منية النعمان بالناحية المذكورة. أجاز لي جميع روايته عن أبي الحزم وهب بن مسرة الحجاري، عن ابن وضاج.
قال ابن حيان: وجدت بخط أبي الوليد بن الفرضي. توفي الوزير أبو مروان عبد الملك بن شهيد ليلة الأحد ودفن يوم الأحد بعده لأربع خلون من ذي القعدة سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة. وكانت منيته من ذبحة أصابته. قال ابن حيان: وكانت سنه يوم توفي السبعين. وكان له بالإنذار بها رؤيا عجيبة وذلك: أنه أري في منامه صدر نشأته أنه كان يبلغ سبعين ديناراً ذهباً بعدها عدا كلما بلغ منها واحدا تبعه بآخر إلى أن تمت السبعون، فقصت له على أخذق معبر كان في الوقت فأولها عمرا عدد كل ما بلغ منها، أعجبت عبد الملك في حال الشباب ثم ساءته لما دنى منها فجعل يشكك نفسه في عدد تلك الدنانير ويقول لنا: أحسبها كانت أكثر مما سبق إلي فيلبس أمرهاه عليه طالب رضاه، إلى أن غافصته المنية بعد استكمالها بشهورٍ فجزع للموت جزعا عظيما، وله تاريخ جامع للأخبار جم الفائدة.
قال الحميدي: ومن شعر أبي مروان:
أقصرت عن شأوي فعاديتني ... أقصر فليس الجهل من شاني
إن كان قد أغناك ما تحتوي ... بخلا فإن الجود أغناني
عبد الملك بن إدريس الأزدي، المعروف: بابن الجزيري سكن قرطبة، يكنى: أبا مروان.
ذكره الحميدي وقال فيه: عالمٌ أديب، شاعرٌ، كثير الشعر، غزير الماده معدود في أكابر البلغاء من ذوي البديهة. وله في ذلك رسائل وأشعار مروية.
قال ابن حيان: وتوفي بالمطبق في سخطة المظفر عبد الملك بن أبي عامر في ذي القعدة،