صحيح البخاري وأجاز له. وسمع من أبي العباس بن نفيس بمصر، ومن أبي القاسم الكحال، وأبي الحسن القنطري وغيرهم. روى بإشبيلية عن أبي عمرو عثمان بن أحمد القيشطيالي، وأجاز له أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ. ولأبي عبد الله هذا كتاب الكافي في القراءات من تأليفه، وكتاب التذكرة، واختصار الحجة لأبي علي العيسوي وغير ذلك.
وكان: من جلة المقرئين وخيارهم، ثقة في روايته. توفي يوم الجمعة عند صلاة العصر اليوم الرابع من شوال من سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة، وكمل له من العمر أربعة وثمانون عاما إلا خمسة وخمسين يوما. ومولده يوم الأضحى سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة.
أخبرني بوفاته ابنه الخطيب أبو الحسن شريح بن محمد رحمه الله.
[محمد بن مبارك؛ يعرف: بابن الصائغ: من أهل دانية؛ يكنى: أبا عبد الله.]
كان فقيهاً. أخذ عن أبي عمرو المقرئ وغيره. وقد أخذ عنه ابن مطاهر، وأبي محمد بن أبي جعفر شيخنا. توفي: سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة.
محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي: من أهل قرطبة وصاحب الصلاة بالمسجد الجامع بها؛ يكنى: أبا عبد الله.
روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب قرأ عليه القرآن وجوده، وعن أبي عبد الله محمد بن عتاب، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر ابن الحذاء، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وكان رجلا فاضلا دينا متواضعا، مجودا للقرآن، كثير العناية بسماع العلم من الشيوخ والاختلاف إليهم، والقراءة عليهم، مقبلا على ما يعنيه ولا أعلمه حدث.