على ذلك الكتب الطوال، وتجيد الخط، وتحسن القول. ذكرها ابن حيان وقال: توفيت سلخ جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وأربع مائة. ودفنت بمقبرة أم سلمة وشهدها جمع الناس ماتت بكرا رحمها الله.
[مريم بنت أبي يعقوب الفيصولي الشلبي الحاجة. أديبة شاعرة جزلة مشهورة.]
كانت تعلم النساء الأدب وتحتشم لدينها وفضلها وعمرت عمرا طويلا، سكنت إشبيلية وشهرت بها بعد الأربع مائة ذكرها الحميدي وقال: أنشدني لها أصبغ بن ابن سيد الإشبيلي:
وما يرتجى من بنت سبعين حجة ... وسبع كنسج العنكبوت المهلهل
تدب دبيب الطفل يسعى إلى العصا ... وتمشي بها مشي الأسير المكبل
قال الحميدي: وأخبرني أن ابن المهند بعث إليها بدنانير وكتب إليها:
ما لي بشكر الذي أوليت من قبل ... لو أنني حزت نطق الأنس والخبل
يا فردة الظرف في هذا الزمان ويا ... وحيدة العصر في الإخلاص والعمل
أشبهت مريماً العذراء في ورعٍ ... وفقت خنساء في الأشعار والمثل
فكتبت إليه:
من ذا يجاريك في قول وفي عمل ... وقد بدرت إلى فضل ولم تسل
ما لي بشكر الذي نظمت في عنقي ... من اللآلي وما أوليت من قبل
حليتني بحلى أصبحت زاهية ... بها على كل أنثى من حلى عطل