وقال أبو القاسم بن صاعدٍ: كان أبو محمد القاسم بن الفتح واحد الناس في وقته في العلم والعمل، سالكاً سبيل السلف في الورع والصدق والبعد عن الهزل، متقدما في علم اللسان والقرآن وأصول الفقه وفروعه، ذا حظ جليل من البلاغة ونصيب صالح من قرض الشعر، وتوفي رحمه الله على ذلك جميل المذهب سديد الطريقة، عديم النظير.
وقال الحميدي: أبو محمد الريوالي فقيه مشهور عالم زاهد، يتفقه بالحديث، ويتكلم على معانيه، وله أشعارٌ كثيرة في الزهد وغيرها. ومنها ما أنشدنيه غير واحدٍ عنه:
ألا أيها العائب المعتدي ... ومن لم يزل في العمى يزدد
مساعيك يكتبها الحافظان ... فبيض كتابك أو سود
وله:
يا معجبا بعلائه وغنائه ... ومطولا في الدهر حبل رجائه
كم ضاحك أكفانه منشورة ... ومؤملٍ والموت من تلقائه
وله:
أيام عمرك تذهب ... وجميع سعيك يكتب
ثم الشهيد عليك منك ... فأين أين المهرب
قال ابن صاعدٍ: توفي رحمه الله سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. زاد غيره في