روى عن أبيه عن سلفه. وقد أخذ عنه ببلده. وخرج عن وطنه حين تغلب العدو عليه. وتوفي بقرطبة في سنة أربع عشرة وخمس مائة. وكان نبيه البيت والحسب، يفاخر أهل الأندلس بأوائل سلفه لعلمهم وفضلهم رحمهم الله.
ومن الغرباء
ثابت بن محمد الجرجاني العدوي، يكنى: أبا الفتوح.
قال الحميدي: قدم الأندلس سنة ستٍ وأربع مائة وجال في أقطار الأندلس وبلغ إلى ثغورها، ولقي ملوكها. وكان إماما في العربية متمكنا في علم الأدب مذكورا فيها بالتقدم في علم المنطق. دخل بغداذ فأقام بها في الطلب، وأملى بالأندلس كتابا في شرح الجمل لأبي القاسم الزجاجي.
قال الخولاني: روى أبو الفتوح هذا عن أبي الحسن علي بن الحارث، وأبي أحمد عبد السلام البصري، وأبي عثمان بن جني، وأبي الحسن علي بن عيسى الربعي. وروى كثيرا من الآداب واللغات.
وقرأت بخط أبي بكر المصحفي: قتل أبو الفتوح ثابت بن محمد الجرجاني رحمه الله ليلة السبت لليلتين بقيتا من المحرم من سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة. قتله باديس ابن حبوس أمير صنهاجة لتهمةٍ لحقته عنده في القيام عليه مع ابن عمه يدير بن حباسة. قال ابن خزرج وبلغني أن مولده سنة خمسين وثلاث مائة.
ثابت الفقيه الصقلي: دخل الأندلس وقد أخذ بصقلية عن عبد الحق بن هارون الفقيه وغيره. وقد أخذ عنه بالأندلس.