إلى قبره، مكفنا في حبرة، ونادى منادٍ بين يديه: لا ينال الشفاعة إلا من أحب السنة والجماعة.
وقرأت بخطه قال: سمعت أبا نصر أحمد بن الحسين الشيرازي الواعظ بمصر يقول: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الصفار بشيراز يقول: لما مات أبو العباس أحمد بن منصور الحافظ جاء رجل إلى والدي فقال: رأيت البارحة في المنام أبا العباس أحمد بن منصور وهو واقفٌ في المحراب في جامع شيراز وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكللٌ بالجوهر. فقلت له ما فعل الله بك؟ قال. غفر لي، وأكرمني، وتوجني، وأدخلني الجنة. فقلت: بماذا؟ فقال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جابر بن أحمد بن خلف الجذامي من أهل رية، يكنى: أبا الحسن.
سمع بقرطبة: من أبي القاسم حاتم بن محمد، والقاضي أبي القاسم سراج بن عبد الله، وأبي مروان الطبني، وأبي عبد الله بن بقى القاضي وغيرهم. وتفقه عند الفقيه أبي عمر القطان.
قال لي شيخنا أبو القاسم بن بقى: كان جابر هذا من أهل المعرفة والذكاء والنباهة، وكان يجلس للوثائق بجوفي المسجد الجامع بقرطبة، ثم صار إلى بطليوس وأخذ الناس عنه وبها توفي رحمه الله. قال ابن مدير: توفي عند الثمانين وأربع مائة.
جراح بن موسى بن عبد الرحمن الغافقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبيدة.
روى عن أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي عبد الله بن المحتسب وغيرهما. وكان أديبا فاضلا حافظا، حاذقا، يعلم العربية واللغة والشعر. وكان فاضلا مقبلا على ما يعنيه. وتوفي: في صفر سنة سبع وخمس مائة.