روى عن أبيه، وأبي الوليد الباجي، وأبي الحسن طاهر بن مفوز وغيرهم. وكان فقيها أديبا شاعرا مفلقا، واستقضى بشاطبة ودانية. وله كتاب في الشروط، أنا عنه ابنه أبو بكر محمد بن خلف، وزياد بن محمد. وتوفي سنة خمس وخمسمائة لليلتين خلتا من ذي القعدة، وكان فاضلا دينا يصوم الدهر وينقبض عن الناس.
خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد المقرىء، يعرف: بابن الحصار الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن صهره أبي القاسم بن عبد الوهاب المقرىء، وعن أبي عبد الله محمد بن عابد، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عبد الرحمن العقيلي. وأبي مروان بن سراج، وأجاز له أبو عمر بن عبد البر ما رواه. ورحل إلى المشرق فحج وسمع بمكة: من أبي معشر الطبري المقرىء، وقرأ عليه القراءآت، ولقي بها كريمة المروزية وأخذ عنها. ولقي بمصر: أبا الحسن نصر بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي وأبا عبد الله محمد بن عبد الولي الأندلسي، وأبا الحسن طاهر بن باب شاذ النحوي. ولقي بصقيلة: أبا بكر ابن بنت العروق المقرىء، وجالس عبد الحق بن هارون الفقيه بصقيلة، ثم انصرف إلى الأندلس فقدم إلى الإقراء والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة، ثم ولي الصلاة به. وطال عمره وكانت الرحلة في وقته إليه، ومدار الإقراء عليه. وكان: ثقة صدوقا حسن الخطبة، بليغ الموعظة، فصيح اللسان، حسن البيان، جميل المنظر والملبس، مليح الخبز، فكه المجلس، أدركته وسمعت خطبه في الجمع والأعياد: ولم آخذ عنه شيئاً.
وتوفي المقرىء أبو القاسم رحمه الله يوم الثلاثاء السادس عشر من صفر من سنة إحدى عشرة وخمس مائة. ودفن عشية يوم الأربعاء بالربض، وكانت جنازته مشهورة، وصلى عليه ابنه أبو بكر ومولده سنة سبع وعشرين وأربع مائة.