قرأت عليه وأجاز لي ما رواه وسمع منه بعض شيوخنا وجلة أصحابنا وكف بصره في آخر عمره، وعمر وأسن، ولم ألق في شيوخنا أسن منه، وتوفي رحمه الله يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء بعد صلاة العصر لثلاث خلون من جمادى الأول سنة أربع عشرة وخمس مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة، وصلى عليه قاضي الجماعة أبو الوليد ابن رشد رحمه الله. وكان مولده ضحوة يوم الخميس لثلاثٍ بقين من المحرم سنة أربع وعشرين وأربع مائة.
خلف بن سعيد بن خير الزاهد: من أهل طليطلة سكن قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
قرأ القرآن على أبي عبد الله المغامي، وأدب به، وأخذ أيضا عن أبي بكر عبد الصمد بن سعدون الركاني، وكان رجلا صالحا ورعا متواضعا متقللا من الدنيا، يشار إليه بالصلاح وإجابة الدعوة. وكان الناس يتبركون بلقائه ودعائه. وكان حسن الخلق كثير التواضع. وكان صاحب صلاة الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة، وتوفي رحمه الله يوم الاثنين ودفن عشي يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة أبو القاسم بن حمدين، وكانت جنازته في غاية من الحفل ما انصرفنا منها إلى مع المغرب لكثرة من شهدها من الناس.
خلف بن محمد بن غفول الشاطبي من أهلها، يكنى: أبا القاسم.
كان: من أصحاب طاهر بن مفوز المختصين به، وسمع من غيره، وانتقل إلى فاس فسكنها إلى أن توفي بها بعد سنة عشرين وخمسمائة. وقد سمع منه قوم هناك.
خلف بن عمر بن عيسى الحضرمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي الحسين سراج بن عبد الملك بن سراج، وتفقه عند أبي الوليد هشام