عن شيوخها. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة ثلاثين وأربع مئة. وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وأشهر.
زياد بن عبد الله بن محمد بن زياد الأنصاري الخطيب بالمسجد الجامع بقرطبة، وصاحب صلاة الفريضة به، يكنى: أبا عبد الله.
روى عن القاضي يونس بن عبد الله وغيره. ورحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي محمد بن الوليد وأجاز له أبو ذر الهروي وغيره من علماء المشرق ما رووه، وكان رجلا فاضلا، دينا متصاونا ناسكا، خطيبا بليغا، محسنا محببا إلى الناس، رفيع المنزلة عندهم، معظما لدى سلطانهم، جامعا لكل فضيلة يشارك في أشياء من العلم حسنة. وكان حسن الخلق وافر العقل.
أخبرني بعض شيوخي قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه يقول: ما رأيت أعقل من زياد بن عبد الله، كنت داخلا معه يوما من جنازةٍ من الربض فقلت له: يزعم هؤلاء المعدلون أن هذه الشمس مقرها في السماء الرابعة. فقال: أين ما كانت انتفعنا بها. ولم يزدني على ذلك قال: فعجبت من عقله. وكانت له معرفة بهذا الشان وهو أخذ قبلة الشريعة الحديثة الآن بقرطبة على نهرها الأعظم.
وتوفي زيادٌ هذا في شهر رمضان المعظم من سنة ثمان وسبعين وأربع مئة، ودفن بمقبرة أم سلمة، وكان مولده سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. نقلت مولده ووفاته من خط أبي طالب المرواني، وكان قد لقيه وجالسه. وقال ابنه عبد الله: توفي في شعبان من العام.
وأخبرنا عنه أيضا شيخنا أبو الحسن بن مغيث وقال: كان قديم الاعتكاف بجامع قرطبة، كثير العمارة له ومن أهل الخير الصحيح والفضل التام. وكان أسمت من لقيته وأعقلهم. كان ممن يمتثل هدية وسمته. وذكر أنه أجاز له ما رواه وألفه من الخطب والرسائل رحمه الله.