سليمان بن هشام بن وليد بن كليب المقرئ، المعروف: بابن الغماز؛ يكنى: أبا الربيع، وأبا أيوب.
سكن قرطبة وأخذ بها عن أبي الحسن الأنطاكي، وروى بالمشرق عن أبي الطيب ابن غلبون المقرىء، وأبي بكر الأذفوي وأكثر عنهما وعن غيرهما. ذكره أبو عمر بن الحذاء وقال: كان أحفظ من لقيت بالقراءات، وأكثرهم ملازمة للإقراء بالليل والنهار. وكان أطيب من لقيت صوتا بالقرآن.
وذكره أبو عمرو وقال: كان ذا ضبط وحفظ للحروف، وحسن اللفظ بالقرآن، وقد أخذ عنه أبو عمرو رحمه الله. قال ابن حيان: حكى لي أبو محمد بن الحسين، عن الربيع هذا أنه قال: حججت على شدة فقر فوردت زمزم، وقد رويت الحديث في مائها أنه لما شرب له. فكرعت حتى تضلعت، ثم دعوت الله فأخلصلت وقلت: اللهم إني مصدق ما أداه رسولك الأمين في بركة هذا الشرب المعين من أنه لما شرب له. فقد شربت، اللهم بنية الدعاء واثقا باستجابتك. وإني أسألك غني فقري في دعة وأسماء اسمي فيما انتحله، بحقيقة، ثم الشهادة في سبيلك، والزلفي بها لديك. قال: فما أبعدت أن تعرفت الاستجابة في الثنتين وإني لمنتظر الثالثة. أما القرآن فما أحسب أن بأرضي أعلم به مني، وأما الغنى فقد نلت منه حاجتي وقد كان نوه به سليمان بن الحكم المستعين وأجلسه للإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة، وأصاب ثراء ورفعة وأرجو ألا يحرمني الله الثالثة مع نفاري عنها. فخرج مع سليمان يقيم له صلاته على رسمه مع من قبله من الأمراء فأصيب في وجهه معه في الهزيمة بعقبة البقر في صدر شوال سنة أربع مائة رحمه الله.
سليمان بن إبراهيم بن سليمان الغافقي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا أيوب، ويعرف: بالروح بونه.