إمام الحنفية. وأقام بالموصل مع أبي جعفر السمناني عاما كاملا يدرس عليه الفقه. وكان مقامه بالمشرق نحو ثلاثة عشر عاما.
ومن شيوخه المحدثين أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، وأبو الحسن العتيقي، وأبو النجيب الأرموي الحافظ، وأبو الفتح الطناجيري، وأبو علي العطار، وأبو الحسن بن زوج الحرة، وأبو بكر الخطيب وغيرهم. وروى عنه أيضا أبو بكر الخطيب قال: أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي لنفسه:
إذا كنت أعلم علما يقينا ... بأن جميع حياتي كساعه
فلم لا أكون ضنينا بها ... وأجعلها في صلاحٍ وطاعه
وأخبرني بعض أصحابنا قال: سمعت أبا علي بن سكرة الحافظ يقول: وقد ذكر شيخه أبا الوليد هذا فقال: ما رأيت مثله، وما رأيت على سمته، وهيئته وتوقير مجلسه. وقال: هو أحد أئمة المسلمين.
قال: وأخبرنا القاضي أبو الوليد قال: كان يحضر مجلس سليمان بن حرب رحمه الله ثلاثة آلاف رجل للسماع منه. وكان له مستملٍ كان صوته أخفض من الرعد. فقيل له: ارفع صوتك لأنا لا نسمع. فقال سليمان بن حرب: إن علو الإسناد لمن زينة الحياة الدنيا. وابتدأ يحدث فقال: حدثنا حماد بن زيد.
قال القاضي أبو علي: وغير الباجي يقول: إن سليمان بن حرب كان يحضره أربعون ألف رجل. قال أبو الوليد: وسمعت أبا ذر عبد بن أحمد الهروي يقول: لو صحت الإجازة لبطلت الرحلة. قال أبو علي الغساني: سمعت أبا الوليد يقول: مولدي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربع مئة.