للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدث عنه أبو عبد الله بن عتاب وقال: كانت لأبي عثمان رواية كثيرة. ودراية إلا أنه أغلق على نفسه باب الرواية والاجتماع إليه، وإنما كان لمن قصده مفردا وعلم صحة مقصده، واعتزل الناس وأقبل على العبادة. قرأت عليه بمسجد أبي علاقة منفردا إذا لم يكن يجتمع إليه. وأجاز لي جميع روايته، وقد حدث عنه أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرىء في بعض تواليفه.

قال ابن حيان: توفي الفقيه الناسك الرواية أبو عثمان بن رشيق ليلة الأحد ودفن بمقبرة الربض يوم الأحد لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة عشر وأربع مائة.

وصلى عليه أبو العباس بن ذكوان وهو يومئذ معتزل لخطة القضاء في إمارة القاسم ابن حمود.

سعيد بن سلمة بن عباس بن السمح بن وليد بن حسين: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عثمان.

يروي عن أبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي عون الله، وابن مفرج، وتميم بن محمد. وأبي بكر محمد بن أحمد بن خالد، ومحمد بن يحيى الخراز، وأحمد بن خالد التاجر وغيرهم.

قال أبو عبد الله بن عتاب: كان رحمه الله فاضلا عاقلا ضابطا لما رواه، عالما بما يحدث به، عولت عليه في الرواية لضبطه ومعرفته.

وكان إمام الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة وقال: سمعت أبا عثمان يقول: لم ألق أضبط من أبي محمد بن عبد الله بن محمد بن عثمان لما روى، ولا أصح كتبا منه سمعته يقول: اليوم لي أخدم هذه الكتب وأعانيها ستون سنة. وكذلك كان أبو عثمان ابن سلمة، كانت كتبه غاية في الصحة. ونهاية في الضبط، وتوفي رحمه الله سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بن علي بن حمود، ومولده سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.

<<  <   >  >>