وكان معظما عند الخاصة والعامة. ورحل إلى المشرق وحج ولقي جماعة من العلماء. وسمع بمكة: من أبي القاسم سليمان بن علي الجيلة المالكي، وأبي بكر أحمد بن عباس بن أصبغ، ولقي بمصر: أبا محمد بن عبد الغني بن سعيد وغيره.
وسمع بالقيروان: من أبي الحسن القابسي سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. وكان أهل المشرق يقولون: ما مر علينا قط مثله. حدث عنه أبو القاسم حاتم بن محمد وغيره.
وقال ابن مطاهر: وتوفي يوم الاثنين لخمس خلون من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وأربع مائة.
سعيد بن إدريس بن يحيى السلمي المقرىء: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عثمان.
رحل إلى المشرق وحج ولقي أبا الطيب بن غلبون المقرىء بمصر، وكانت له عنده حظوة ومنزلة وسمع تواليفه منه. ولقي أبا بكر الأذفوي وأخذ عنه، وسمع من عبد العزيز ابن عبد الله الشعيري كتاب الوقف والابتداء لابن الأنباري عنه، وانصرف إلى الأندلس وقد برع واستفاد من علم القرآن كثيرا. وكان قوى الحفظ، حسن اللفظ به مجودا له، مطبوع الصوت معدوم القرين.
وكان إماما للمؤيد بالله هشام بن الحكم بقرطبة إلى أن وقعت الفتنة وخرج إلى إشبيلية وسكنها إلى أن توفي بها سنة تسع وعشرين وأربع مائة، وهو ابن سبع وثمانين سنة، ذكر بعض خبره ووفاته أبو عمرو المقرىء، وسائره عن الخولاني.
وذكره ابن خزرج وقال: توفي في ذي الحجة سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة وكان مولده سنة تسع وأربعين وثلاث مائة وقد استكمل الثمانين.