صالحا، عفيفا حليما على منهاج السلف المتقدم. وكان: طيب الطعمة وتوفي رحمه الله في النصف من شوال سنة ست وخمسين وأربعمائة. وانتهى عمره ستاً وثمانين سنة. ذكره أبو علي الغساني.
وأخبرنا عن القاضي سراج جماعةٌ من شيوخنا رحمهم الله. وسمعت أبا الحسن ابن بقى الحاكم رحمه الله يقول: ما رأيت مثل سراج بن عبد الله في فضله وحلمه رحمه الله.
سراج بن عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الحسين.
روى عن أبيه كثيرا، وعن أبي عبد الله محمد بن الفقيه وغيرهما. كانت له عناية كاملة بكتب الآداب واللغات والتقييد لها، والضبط لمشكلها مع الحفظ والإتقان لما جمعه منها. أخذ الناس عنه كثيراً وكان: حسن الخلق، كامل المروة. من بيته علم ونباهة وفضل وجلالة.
أنشد أبو القاسم خلف بن محمد صاحبنا رحمه الله، قال: أنشدنا أبو الحسين سراج لنفسه:
بث الصنائع لا تحفل بموقعها ... من آملٍ شكر الإحسان أو كفرا
فالغيث ليس يبالي أين ما انسكبت ... منه الغمائم تربا كان أو حجرا
وتوفي الوزير أبو الحسن ضحى يوم الاثنين لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسمائة. ودفن بالربض يوم الثلاثاء بعدهن ومولده سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.