قال أبو محمد: وكان ممن ترجى بركة دعائه، وقد رأيت له براهين كثيرة، وحدث عنه أيضاً أبو عمر الطلمنكي المقرىء، والمنذر بن المنذر الكناني، وأبو محمد ابن أبيض.
أحمد بن موسى بن ينق: من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا بكر، إلتزم السماع على وهب بن مسرة من سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة، فسمع منه معظم ما عنده، وسمع من غيره أيضا.
وكان رجلا صالحا، ثقة في روايته. حدث عنه الصاحبان أبو إسحاق، وأبو جعفر، وأبو محمد بن ذنين. وقالوا: توفي في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. وقال أبو محمد: توفي في يوم الخميس، وصلى عليه يوم الجمعة لثمانية أيام مضت من ذي القعدة وهو ابن أربع وسبعين سنة. وقال الصاحبان: لثلاث خلون من ذي القعدة. وقالوا جميعاً: ولد سنة ستٍ وثلاث مائة.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر بن حيي بن عبد الملك العبسي: من أهل إشبيلية، يكنى أبا عمر.
روى بقرطبة عن محمد بن لبابة، وأحمد بن خالدٍ، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد ابن بقي، وابن الأغبس وغيرهم. وسمع بإلبيرة: من محمد بن فطيس، وأحمد بن منصور وغيرهما. وبسرقسطة من ثابت بن حزم وغيره.
ورحل إلى المشرق صدر سنة تسع عشرة، فأخذ عن أبي جعفر العقيلي، وابن الأعرابي، وعبد الرحمن بن يزيد المقرىء، وإسحاق بن إبراهيم النهر جوري، وأبي جعفر الطحاوي، وغيرهم كثير جمعهم في برنامج له حفيل. وانصرف إلى الأندلس سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة.
وكان: من أهل الخير والفضل، والتصاون والانقباض. وله تأليف في الفقه سماه: الاقتصاد، وتأليف في الزهد سماه: الاستبصار. وكان متفننا.