روى عن أبي محمد الباجي وغيره. وكان شيخا صالحا من أهل الفهم متفقها ذا رواية واسعة، وتوفي في شوال سنة ثمان عشرة وأربع مئة. ذكره ابن خزرج وروى عنه.
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر بن غوية قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا المطرف. ويعرف بابن الحصار.
روى عن أبيه وصحب أبا عمر الإشبيلي وتفقه عنده، وأخذ أيضا عن أبي محمد الأصيلي وغيره.
وقرأت بخط أبي القاسم عبد العزيز بن محمد بن عتاب قال: كان أبي يحله من الفقه بمحمل كبير، ومن علم الشروط والوثائق بمنزلة عالية، ومرتبة سامية، ويصفه بالعلم البارع، والفضل والدين واليقظة والذكاء والتفنن في العلوم، ويرفع به ترفيعاً عظيماً، ويذهب بن كل مذهب ويقول: إنه آخر القضاة والجلة من العلماء. ولاه علي بن حمود القضاء في صدر سنة سبع وأربع مئة، فسار بأحسن سيرة، وأقوم طريقة فلم يزل قاضيا مدة إمرة علي بن حمود إلى أن توفي، وولي الخلافة بعده أخوه القاسم بن حمود فأقره على القضاء وجمع له معه الصلاة والخطبة فلم يزل ذلك إلى آخر سنة تسع عشرة وأربع مئة عزله المعتمد بسعايات ومطالبات.
روى عنه أبو عبد الله بن عتاب، وقال: كان لا يفتح على نفسه باب رواية، ولا مدارسة لا قبل القضاء ولا بعده. صحبته عشرين عاماً وذهب في أول ولايته لي التكلم على الموطإ قرآته في أربعة نفر أنا أحدهم.
فلما عرف ذلك أتاه جماعة يرغبون حضور المجلس فلم يجب أحد ذلك. وقال: كان يجتمع عنده مع شيوخ الفتوى في ذلك فيشاور في المسألة فيختلفون فيها ويخالفون مذهبه فلا يزال بحاجهم ويستظهر عليهم بالروايات والكتب حتى ينصرفوا ويقولوا بقوله.