روى عن أبي عبد الله محمد بن أبي زمنين وغيره. حدث وأخذ الناس عنه. وكان من جلة الفقهاء في وقته مشاورا بحضرته.
عبد الرحمن بن سوار بن أحمد بن سوار. قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا المطرف: روى عن أبي القاسم بن دينال، وأبي القاسم حاتم بن محمد وغيرهما. واستقضاه المعتمد على الله بقرطبة بعد ابن منظور يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من سنة أربع وستين وأربع مئة. فتولى القضاء بنفس عزيزة، وأخلاق واسعة كريمة. وكان: من أهل الذكاء واليقظة والنباهة، والمعرفة، والصلابة في الأحكام مع الدين والفضل والتواضع. ولم يأخذ على عمله في القضاء أجرا، واستمر على سيرته المحمودة إلى أن توفي يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت لذي القعدة من سنة أربع وستين عام ولايته فدفن ضحى يوم الأربعاء بمقبرة العباس وشهده جميع الناس وأثنوا عليه خيرا، وكانت مدة عمله في القضاء أربعة أشهر تنقص يومين. قال لي ابن مكي: ومولده سنة اثنتي عشرة وأربع مئة.
عبد الرحمن بن محمد بن عيسى، يعرف: بابن البيروله. من أهل طليطلة، يكنى: أبا المطرف.
سمع: من محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي بكر خلف بن أحمد، وأبي بكر بن زهر، وأبي محمد بن ذنين، وأبي الحسن بن بقي، والتبريزي، وأبي عمر بن سميق وغيرهم كثيرا. وكان: من أهل النباهة والفصاحة، كثير الحكايات، وكان آخر عمره قد جلس للناس وسمع منه. وكان واعظا متواضعا، حسن الخلق، صحيح المذهب سالم الصدر. وتوفي في أول شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وأربع مئة. وصلى عليه يحيى بن سعيد بن الحديدي. ذكره ابن مطاهر.