روى بالمشرق عن أبي ذر الهروي بمكة، وأبي الحسن محمد بن علي بن صخر، وأحمد بن علي الكسائي، وعبد الحق بن هارون الصقلي، وعبد الله بن يونس التونسي. وروى بمصر، عن أبي القاسم عبد الملك بن الحسن القمي، وأبي الحسن علي بن إبراهيم الحوفي، وأبي الفضل مسلم بن علي، وبالقيروان: عن أبي عمران الفاسي الفقيه، ومحمد بن عباس الخواص، ومحمد بن منصور جيكان وغيرهم.
وسمع بقرطبة: من القاضي يونس بن عبد الله، وأبي المطرف القنازعي، وأبي محمد بن دحون، وبدانية: من أبي عمر بن عبد البر، وأبي عمرو المقرىء، وأبي الوليد بن فتحون، وأبي عمرو السفاسقي وغيرهم. وكان: من أهل العلم والنباهة والفهم، ومن بيته علم وفضل. استقضاه المأمون بن يحيى بن ذي النون بطليطلة بعد أبي الوليد بن صاعد في الخمسين والأربع مئة، وحمده أهل طليطلة في أحكامه وحسن سيرته. ثم صرف عنها في سنة ستين وصار إلى طرطوشة واستقضى بها. ثم صرف واستقضى بدانية إلى أن توفي بها سنة ثلاثٍ وسبعين وأربع مئة ذكر تاريخ وفاته ابن مدير: وقرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقرىء قال: سألت القاضي أبا زيد عن سنه؟ فقال: لا أعرفك بسني، لأني سألت أبا عبد الله محمد بن منصور التستري عن سنه فقال: ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت شيخي عبد الله بن عبد الوهاب الأصبهاني عن سنه فقال: ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت شيخي أحمد بن إبراهيم بن الصحاب عن سنه. فقال: ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت المزني عن سنه فقال: ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت الشافعي عن سنه. فقال ليس من المروة أن أخبرك بسني، فإني سألت مالك بن أنس عن سنه. فقال لي: ليس من المروة أن أخبرك بسني. إذا أخبر الرجل عن سنه، إن كان كبيرا استهرم، وإن كان صغيرا استحقر.
عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي الوليد: من أهل شاطبة، يكنى: أبا المطرف.