للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقرأت بخط أبي جعفر منهم أنا أبو الحسن علي بن سعيد الفاسي، قال: أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الصباغ بالإسكندرية، قال: نا أبو مروان عبد الملك بن محمد قاضي المدينة، قال: نا عبد الله بن محمد القاضي الهمداني، قال: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: عليكم بالفقه فإنه كالتفاح الجبلي يطعم من سنته. قال أبو جعفر: وأنا أبو الحسن قراءة عليه، عن أبي علي بن الصباغ أنشدكم أبو الحسن محمد بن عمر بن عفان البغدادي قال: أنشدنا أبو خليفة الفضل بن الحباب لنفسه:

قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم ... ما طول صمتي من عي ولا خرس

لكنه أحمد الأمرين عاقبة ... عندي وأبعده من منطق شكس

أأنشر البَزَّ فيمن ليس يعرفه ... أو أنشر الدر للعميان في الغََلَسِ

كتب من عندي شيخنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج رحمه الله هذه الأبيات الثلاثة بسندها واستحسنها ونقلها بخطه في بعض كتبه رحمه الله.

ثم وقعت إلي هذه القصة بعد ذلك أكمل لأبي بكر بن دريد، وأخبرنا بها غير واحد من شيوخنا، عن أبي عبد الله الحميدي قال: أنشدنا أبو سعدٍ أحمد بن الحسين ابن الفضل بن المعتمد، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصقصاعي بعمان، قال: لما نزل أبو بكر بن دريد بلد سيراف سئل الجلوس للقراءة عليه فأبى ذلك إذ لم ير هنالك من يسوى أن يجلس له؛ فكتب هذه الأبيات وعلقها في قبلة مسجدهم وهي:

قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم ... ما طول صمتي من عي ولا خرس

لكنه أجمل الأمرين منزلة ... عندي وأحسن لي من منطق شكس

قالوا نراك أديبا لست ذا خطل ... فقلت هاتوا أروني وجه مقتبس

لو شئت قلت ولكن لا أرى أحدا ... ساوى الكلام فأعطيه مدى النفس

<<  <   >  >>