ابن محمد الصدفي كثيرا وعن غيره. وعني بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم وجمع من الحديث كثيرا وله عنايةٌ كثيرة به، واهتمام بجمعه وتقييده، وهو من أهل التفنن في العلم والذكاء واليقظة والفهم، واستقضي ببلده مدة طويلة حمدت سيرته فيها، ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم يطل أمده بها وقدم علينا قرطبة في ربيع الآخر سنة وثلاثين وخمسمائة. فأخذنا عنه بعض ما عنده وسمعته يقول: سمعت القاضي أبا علي حسين بن محمد الصدفي يقول: سمعت الإمام أبا محمد التميمي ببغداد يقول: ما لكم تأخذون العلم عنا، وتستفيدونه منا، ثم لا تترحمون علينا؟! فرحم الله جميع من أخذنا عنه من شيوخنا، وغفر لهم.
ثم كتب إلي القاضي أبو الفضل بخطه يذكر أنه ولد في منتصف شعبان من سنة ستٍّ وسبعين وأربع مائة. وتوفي رحمه الله بمراكش مغربا عن وطنه وسط سنة أربع وأربعين وخمسمائة.