توفي أبو عمر بن مهدي رحمه الله يوم السبت وقت الزوال لعشر خلون لذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر بمقبرة أم سلمة، وصلى عليه مكي المقرىء، ومولده سنة أربع وتسعين وثلاث مائة في أيام المظفر عبد الملك ابن أبي عامر رحمه الله.
قال لي ابن عتاب: كان إمام مسجد الإسكندراني.
أحمد بن أيوب بن أبي الربيع الإلبيري الواعظ: من أهل إلبيرة سكن قرطبة، يكنى: أبا العباس.
روى ببلده عن أبي عبد الله بن أبي زمنين وغيره. وسمع أيضا: من أبي أيوب سليمان بن بطال البطليموسي كتاب: الدليل إلى طاعة الجليل من تأليفه. وكتاب: أدب المهموم من تأليفه أيضا. وسمع أيضا من أبي سعيد الجعفري، وسلمة بن سعيد الأستجي، ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا الحسن القابسي بالقيروان، وأحمد بن نصر الداودي وغيرهما.
وكان رجلا فاضلا، واعظا سنيا، ورعا أديبا شاعرا، وكان له مجلس بالمسجد الجامع بقرطبة يعظ الناس فيه في غاية الحفل، وكان الناس يبكرون إليه ويزدحمون عليه، ونفع الله المسلمين به.
قال ابن حيان: توفي فجأة لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ودفن بالربض، وكان في جنازته حفل عظيم لم يعهد مثله، وحزن الناس لفقده حزنا شديدا، وواظبوا قبره أياما تباعا يلوذون به ويتبركون به عفى الله عنه. قال ابن خزرج ومولده في حدود سنة ستين وثلاث مائة.
أحمد بن سعيد بن دينال الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى بقرطبة عن أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وابن مفرج، وأبي محمد القلعي