سمع: من أبيه أبي محمد جميع روايته ومن غيره. ورحل إلى المشرق مع ابنه أبي عبد الله ولقيا شيوخا جلة هنالك وكتبا كثيرا، وحجا وانصرف جميعا وبقيا بإشبيلية زمانا، واستقضى أبو عمر بها، ولم تطل مدته فيها. ثم رحل أبو عمر إلى قرطبة مستوطنا لها، مبجلا فيها، سمعنا عليه كثيرا في جماعة من أصحابنا.
وكان: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي: بقرطبة ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لصلاة العصر لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. وصلى عليه أبو العباس بن ذكوان القاضي، ودفن بمقبرة قريش على مقربة من دار الفقيه المشاور ابن حيي وشهدت جنازته في حفلٍ عظيم من وجوه الناس وكبرائهم رحمنا الله وإياهم.
قال عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتاب: مشتبه النسبة له وقد ذكر أبا عمر هذا فقال: كتبت عنه وكتب عني، وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وقال: كان يحفظ: غريبي الحديث لأبي عبيد، وابن قتيبة حفظا حسنا، وشاوره القاضي ابن أبي الفوارس وهو ابن ثمان عشرة سنة ببلدة إشبيلية، وجمع له أبوه علوم الأرض فلم يحتج إلى أحدٍ. إلا أنه رحل متأخرا ولقي في رحلته أبا بكر بن إسماعيل، وأبا العلاء بن ماهان، وأبا محمد الضراب وغيرهم. وقال: كان إمام عصره، وفقيه زمانه لم أر بالأندلس مثله.
وحدث عنه أيضا أبو عمر بن الحذاء وقال: دخل قرطبة وجلس في مسجد ابن طوريل بالربض الغربي. وكان: فقيها جليلا في مذهب مالك، ورث العلم والفضل رحمه الله.
أحمد بن موفق بن نمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم بن أحمد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.