للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ من غير دينكم. هَذَا فِي السَّفَر، وله حديث طويل.

إلا أنّ المعنى فِي قوله مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فمن قال: الأوليان أراد وليّى الموروث يقومان مَقَام النصرانيين إِذَا اتُّهِمَا أنهما اختانا، فيحلفانِ بعد ما حلفَ النصرانيَّانِ وَظُهِرَ عَلَى خيانتهما، فهذا وجه قد قرأ بِهِ عليّ، وذُكِرَ عَن «١» أبيّ بن كعب. حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه قال الأولين يَجْعَلُهُ نَعْتًا لِلَّذِينَ. وَقَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الأَوْلَيَانِ صَغِيرَيْنِ كَيْفَ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا. وقوله اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ معناه: فيهم كما قال وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ «٢» أي فِي مُلْك، وكقوله وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ «٣» جاء التفسير: عَلَى جذوع النخل. وقرأ الْحَسَن (الأوّلان) يريد: استحقَّا بِما حقَّ عليهما من ظهور خيانتهما. وقرأ عبد الله بن مسعود الأوّلِين كقول ابن عباس. وقد يكون الْأَوْلَيانِ هاهنا النصرانيِّين- والله أعلم- فيرفعهما ب (اسْتَحَقَّ) ، ويَجعلهما الأولَيَيْن باليمين لأن اليمين كانت عليهما، وكانت البيِّنَة عَلَى الطالب فقيل الأوليان بِموضع اليمين. وهو عَلَى معنى قول الْحَسَن.

وقوله أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ غيرهم عَلَى «٤» أيمانِهِم فتبطلها.

وقوله: قالُوا لا عِلْمَ لَنا ... (١٠٩)

قالوا: فيما ذكر من هول يوم القيامة. ثُمَّ قالوا: إلا ما علمتنا «٥» ، فإن كانت على ما ذكر ف (ما) التي بعد (إلا) فِي موضع نصب لحسن السكوت عَلَى قوله:

(لا علم لنا) ، والرفع جائز.


(١) كذا فى ج. وفى ش: «أن» .
(٢) آية ١٠٢ سورة البقرة.
(٣) آية ٧١ سورة طه.
(٤) كذا. وهو لا يريد التلاوة فإنها: «بعد أيمانهم» وإنما يريد التفسير.
(٥) ليس فى الآية (إلا ما علمتنا) والتلاوة (قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب) .