للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرفع «١» أكثرهم، ونصبها يَحْيَى بن وثاب والأعمش وأصحابه. فمن رفع ردّها على (يشترى) ومن نصبها ردّها عَلَى قوله (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) : وليتَّخذهَا.

وقوله (وَيَتَّخِذَها) يذهب إلى آيات القرآن. وإن شئت جعلتها للسبيل لأن السَّبيل قد تؤنّث قال (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي «٢» أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ) وَفِي قراءة أُبَيّ (وَإِنْ «٣» يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخذوها سَبيلًا وإِنْ يَرَوْا سبيلَ الغيّ يَتّخذوهَا سبيلًا) .

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي حبان عَن ليث عَن مجاهد فِي قوله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) قَالَ: هُوَ الْغِناء قَالَ الفراء: والأوّل تفسيره عَن ابن عباس.

وقوله: وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ [١٠] لئلّا تميد بكم. و (أن) فِي هَذَا الموضع تكفي من (لا) كما قَالَ الشاعر:

والمهرُ يأبى أن يزال مُلْهِبا «٤»

معناهُ: يأبى أن لا يزال.

وقوله: هَذَا خَلْقُ اللَّهِ [١١] من ذِكْره «٥» السموات والأرضُ وإنزاله الماء من السماء وإنباته (فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ) تعبدون (مِنْ دُونِهِ) يعني: آلهتهم. ثُمَّ أكذبهم فقال (بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) .

[قوله: وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ [١٢] حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حدّثنا الفراء قال: ١٤٥ احدّثنى حِبَّان عَن بعض من حدَّثه قَالَ: كَانَ لقمان حبشيّا مجدّعا «٦» ذا مشفر «٧» .


(١) النصب لحفص وحمزة والكسائي وخلف، وافقهم الأعمش. والرفع للباقين. [.....]
(٢) الآية ١٠٨ سورة يوسف.
(٣) الآية ١٤٦ سورة الأعراف. وقراءة الجمهور: «لا يتخذوه» .
(٤) الملهب: الشديد الجري المثير للغبار. وقد ألهب الفرس: اضطرم جريه.
(٥) يريد: مما يرجع إليه اسم الإشارة: (هذا) .
(٦) أي مقطوع الأطراف والأعضاء. والمشفر: الشفة الغليظة.
(٧) المشفر للبعير كالشفة للانسان. وقد استعير هنا للانسان على التشبيه.